بقلم/ صلاح السلقدي
كل المؤشرات حتى الساعة بشأن الهجوم على مطار عدن الدولي تُـــشير إلى أن ثمة توجّــه لدى التحالف والشرعية بأن يتم إخفاء الحقيقة – على الأقل بالمدى المنظور- والاكتفاء عوضا عن ذلك برجم الاتهامات وجه الحوثي وحصر التهمة فيه، وقمع أي تحقيق جاد يخرج عن هذا الافتراض المسبق أو يكشف عن جهة أخرى متورطة بهذا الهجوم. فالسعودية تخشى من أية مفاجئة صادمة قد تطيح بجهدها الجهيد الذي بذلته بالشهور الماضية وافضى لإنجاح التشكيلة الحكومية في حال تم تحقيق مستقل وشفاف، كما انه سيضعها في مربع الإحراج أمام الداخل اليمني، وأمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن، الذي ضاق ذرعا من طول أمد هذه الحرب وستُعقــد هذه المفاجئة في حال ظهورها معركته مع الحوثيين ويفاقم أكثر من حالة انعدام الثقة – الشبه معدومة أصلا- بين جناحيّ هذه الحكومة: الشرعية والانتقالي، ويجهضها بالمهد.
-السعودية تَــعلَـمُ جيدا من هي الجهة التي تقف خلف هذا الهجوم، ولا تعدم الوسيلة لمعرفة ذلك. فهي تمتلك الامكانيات التقنية الهائلة لكشف الحقيقة، أو على أقلها أن بوسعها جلب خبراء دوليين ومعدات واجهزة حديثة من الخارج لكشف المستور. ولكنها مع ذلك حتى الآن لم تفعل شيئا للشروع بأي تحقيق، أو تكشف نوعية شظايا السلاح المستخدم، وهو أقل أجراء يمكن عمله والذي من خلاله سيكون من السهولة بمكان التعرف على مدى هذا السلاح ومصدر إطلاقه، هذا ناهيك عن ان بمقدورها أن تستعين بقدرات بالولايات المتحدة الأمريكية المتطورة من قبيل اجهزة المراقبة المتطورة التي تمتلكها وبالأقمار الاصطناعية، خصوصا وأن أمريكا شريكا استراتيجيا ولوجستيا للسعودية بهذه الحرب .
-الحكومة لم تخرج في تصريحاتها بشأن الجهة المسئولة عن العملية عن المسار الذي حدده لها التحالف من اللحظة الأولى للعملية، وتطابَــقَ معه تماما منذ الدقائق الأولى للحادثة, وهو أمرا ليس مستغربا إذا ما علمنا أنها حكومة أضعف من أن تغرد خارج سرب التحالف أو تصطدم به، ناهيك عن أن من مصلحتها أن تتوجه الأنظار بعيدا عن معسكرها المتضعضع الذي تفترسه الخلافات لئلا يؤثر ذلك بالتالي على مستقبلها ويلحق بها تصدع يودي بها الى الانهيار، وهي الداخلة للتو في شهر عسلها . ولتكريس فرضيتها أكثر لدى الإعلام بوقوف الحوثيون وراء هذه العملية فقد اشاعت حكاية مهاجمة مقرها في معاشيق بطائرة مُــسيّــرة وبأن الدفاعات الجوية قد اعترضتها، ثم عادت (الحكومة) لتقول أنها اسقطتها، ولكنها ولشدة اضطرابها وتخبطها لم تعرض حطام الطائرة المحطمة ، وهو ما ضاعف من الاعتقاد أن لدى هذه الحكومة والتحالف اشياءً خطيرة يخشون كشفها.
– ولكن هذا ليس هو أطرف ما بالأمر، ولا بالسرعة الخارقة بمعرفتها بالجاني بعد دقائق من الجريمة، بل أنها أي السلطة بعد ذلك اصدرت قرارا بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الجهة التي تقف خلف الهجوم.!
تم ايقاف التعليقات post